وضعية اليدين والأصابع أثناء التشهد
من الأخطاء التي قد يقع فيها بعض المصلين هي عدم الالتزام بالسنة النبوية في وضع اليدين والأصابع أثناء التشهد. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس للتشهد "افترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحدّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض اثنتين (الإبهام والوسطى)، وحلق حلقة بين الإبهام والوسطى وأشار بالسبابة".
كما ورد عن وائل بن حجر رضي الله عنه في رواية أخرى أنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد حلق الإبهام والوسطى ورفع التي تليهما يدعو بها في التشهد"(ابن ماجة). وهو ما يؤكد الالتزام بتطبيق هذه السنة في الإشارة بالسبابة عند الدعاء.
الإشارة باليدين عند التسليم
من الأخطاء الشائعة أيضا بين المصلين هو الإشارة باليدين عند التسليم من الصلاة. وهذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رُوي في الحديث الصحيح أن الصحابة كانوا إذا سلموا أشاروا بأيديهم قائلين: "السلام عليكم، السلام عليكم"، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. ففي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا سلمنا قلنا بأيدينا: السلام عليكم، السلام عليكم. فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده"(مسلم).
الالتفات في الصلاة
الالتفات في الصلاة من الأخطاء الشائعة بين المصلين، سواء كان الالتفات يمينا أو يسارا أو حتى سرحان البصر. وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه "اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد". ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" (البخاري).
كما حثّ بعض الصحابة على النظر في موضع السجود أثناء الصلاة لضمان الخشوع والتركيز. ورد عن مسلم بن يسار أنه قال: "إن حيث تسجد حسن".
رفع البصر إلى السماء في الصلاة
من الأخطاء الخطيرة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم هو رفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة، فقد ورد في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم" (مسلم). وهذا التحذير الشديد يدل على خطورة هذا الفعل في الصلاة.
تشبيك الأصابع
تشبيك الأصابع في الصلاة أو في المسجد من المكروهات، كما ورد في عدة أحاديث صحيحة. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبيك الأصابع في المسجد، لأنه يُعتبر في حالة الصلاة حتى وإن لم يكن يصلي بالفعل. فقد أخرج ابن حبان وأبو داود والترمذي عن أبي ثمامة الحناط أن كعب بن عجرة رضي الله عنه أدركه وهو مشبك بين يديه فنهاه عن ذلك وقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة"(أبو داود والترمذي).
الاستنتاج
تدل هذه الأدلة الشرعية بوضوح على أهمية الالتزام بالسنة في كل تفاصيل الصلاة، بما في ذلك وضعية الجلوس والتشهد، وتجنب الأخطاء الشائعة مثل الإشارة باليدين عند التسليم، الالتفات في الصلاة، رفع البصر إلى السماء، وتشبيك الأصابع. ينبغي على المسلم الحرص على اتباع الهدي النبوي في صلاته لتجنب الوقوع في المخالفات، ولضمان قبول صلاته عند الله.