هل يجوز إخراج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان؟ وما حكم إخراجها نقداً؟


يعدّ توقيت إخراج زكاة الفطر وصيغتها من المسائل التي تثير الكثير من التساؤلات بين المسلمين. ولتوضيح هذه الأمور، نستعرض ما ورد في نصوص الشريعة الإسلامية وآراء العلماء حول هذه المسألة.

 حكم أخرج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان

أوضح العلماء أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان. فهي زكاة الفطر، والفطر لا يكون إلا في نهاية شهر رمضان. وسبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى ارتباطها بالفطر من الصيام، ولذلك يجب إخراجها قبل صلاة العيد.

وقد ورد في الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ أمر بإخراج زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة. كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة" (رواه البخاري ومسلم).

وكان الصحابة رضي الله عنهم يعطونها قبل العيد بيوم أو يومين. فهذا هو الوقت المناسب لإخراج زكاة الفطر، وليس في أول شهر رمضان.

 حكم إخراج زكاة الفطر نقداً

أما بالنسبة لإخراج زكاة الفطر نقداً، فقد أجمع العلماء على أن إخراجها نقداً لا يجزئ. فقد فرضت زكاة الفطر من الطعام، وذلك كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة. فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن "رسول الله ﷺ فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير". كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "كنا نخرجها على عهد رسول الله ﷺ صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط" (رواه البخاري ومسلم).

وهذا يدل على أن إخراج زكاة الفطر يجب أن يكون من الطعام، كما كان يفعل النبي ﷺ وصحابته. وإخراجها طعاماً يظهر هذه الشعيرة ويبينها، ويعرفها أهل البيت جميعاً. فيكون في ذلك إظهار لهذه الشعيرة الهامة في الإسلام.

 الحكمة من إخراج زكاة الفطر طعاماً

إخراج زكاة الفطر طعاماً له حكمة بالغة في تحقيق المصلحة العامة للفقراء والمساكين. فالأطعمة تعد من الاحتياجات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في مواسم الأعياد حيث تزداد الحاجة إلى الطعام.

ومن الحكم في إخراجها طعاماً:

1.إظهار شعيرة الزكاة: إخراجها طعاماً يجعلها ظاهرة ومعروفة بين الناس، ويشعر الفقراء والمساكين بأنهم يحصلون على ما يسد حاجتهم من الطعام.

2. تحقيق التكافل الاجتماعي: حيث يشعر الأغنياء بمسؤوليتهم تجاه الفقراء، ويساهمون في سد حاجتهم الأساسية.

3. منع التلاعب بالقيمة: إخراجها طعاماً يمنع التلاعب في تقدير قيمتها إذا أخرجت نقداً، حيث قد يميل البعض إلى تقليل القيمة بما لا يكفي لسد حاجة الفقير.

 الرد على القائلين بفائدة إخراجها نقداً

قد يعتقد البعض أن إخراج زكاة الفطر نقداً قد يكون أكثر نفعاً للفقير لأنه يستطيع شراء ما يحتاجه. إلا أن الرد على هذا القول يتضمن عدة نقاط:

1. التزام النصوص الشرعية: التزام النصوص الشرعية والأحاديث النبوية التي حددت إخراجها طعاماً هو الأسلم والأكثر بركة.

2. حاجة الفقير للطعام: الفقير الحقيقي الذي لا يملك قوت يومه سيستفيد حتماً من الطعام. فالطعام يعد من الحاجات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

3. منع التلاعب: إخراجها طعاماً يمنع التلاعب والتقليل من قيمتها. فالطعام له قيمة ثابتة ومعروفة، بخلاف النقد الذي قد يقلل البعض من قيمته عند إخراجه.

خاتمة

في الختام، يتضح لنا أن إخراج زكاة الفطر يجب أن يكون طعاماً وفي الوقت المحدد لها قبل صلاة العيد، وذلك اتباعاً للسنة النبوية. فاتباع النصوص الشرعية هو الأسلم والأكثر بركة، ويحقق الحكمة من فرض هذه الزكاة، وهي سد حاجة الفقراء والمساكين وإظهار شعيرة الزكاة بين الناس.

ورد في الحديث أن  رسول الله ﷺ فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" (رواه أبو داود وابن ماجه). فلنحرص على أداء هذه الفريضة في وقتها وبالطريقة التي شرعها لنا نبينا محمد ﷺ، ولننتفع بأجرها وثوابها العظيم.

المرجع: كتاب فتاوي في الزاكاة والصيام للشيخ محمد بن صالح العثيمن

تعليقات