مفهوم زكاة الفطر وأسبابها
زكاة الفطر هي مقدار من الطعام يُخرج عند غروب شمس آخِر يومٍ من شهر رمضان، وتجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على إخراجها. وسبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى أنها تخرج عند الفطر من شهر رمضان.
وقد جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهْرة للصائم من اللغو والرَفَث وطُعْمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" (رواه أبو داود وابن ماجه).
وقت وجوب زكاة الفطر
يجب إخراج زكاة الفطرعند غروب الشمس من آخِر يوم من شهر رمضان. فإذا غابت الشمس ليلة العيد وجبت زكاة الفطر على المسلم. ومن هنا، إذا وُلِد للمسلم مولود بعد غروب الشمس ليلة العيد، فلا يجب عليه إخراج زكاة الفطر عنه، وإنما يستحب. وكذلك إذا مات المسلم قبل غروب الشمس ليلة العيد، فلا تجب عليه زكاة الفطر، لأنه مات قبل وجود سبب الوجوب.
مقدار زكاة الفطر
المقدار الواجب في زكاة الفطر هو صاع من طعام. وقد جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعام، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب" (رواه البخاري ومسلم).
والصاع يقدر بحوالي 2.5 كيلوجرام من الأرز أو القمح أو التمر أو غيرها من الأطعمة التي تُعتبر قوتًا في البلد.
حكم زكاة الفطر عن المولود الجديد والزواج
كما ذكرنا سابقًا، فإن زكاة الفطر تجب عند غروب شمس آخر يوم من رمضان. فإذا ولد للمسلم مولود بعد غروب الشمس ليلة العيد، فلا يجب عليه إخراج زكاة الفطر عنه، وإنما يستحب. أما إذا ولد المولود قبل غروب الشمس، فتجب عليه زكاة الفطر.
وفيما يتعلق بالزواج، فإذا عقد المسلم على امرأة قبل غروب الشمس من آخر يوم رمضان، لزمته زكاة الفطر عنها على قول كثير من أهل العلم. لأنها كانت زوجته حين وجد سبب الوجوب. أما إذا عقد له بعد غروب الشمس ليلة العيد، فلا تلزمه زكاة الفطر عنها. وهذا على القول بأن الزوج تلزمه زكاة الفطر عن زوجته وعياله. أما إذا قلنا بأن كل إنسان تلزمه الفطرة عن نفسه، كما هو ظاهر السنة، فلا يصح التمثيل في هذه المسألة.
توزيع زكاة الفطر
يجب توزيع زكاة الفطر على الفقراء والمساكين من المسلمين. ويستحب أن تُعطى للمحتاجين في البلد الذي يقيم فيه المسلم. وقد جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين" (رواه أبو داود وابن ماجه).
الحكمة من زكاة الفطر
زكاة الفطر فريضة لها العديد من الحكم والفوائد، منها:
1. تطهير النفس: تطهير نفس الصائم مما قد يكون علق بها من لغو ورفث خلال شهر رمضان.
2. شكر نعمة الله: شكر نعمة الله على التوفيق لصيام شهر رمضان وإتمامه.
3. سد حاجة الفقراء: إدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين وإغناؤهم عن السؤال في يوم العيد.
4. تعزيز الروابط الاجتماعية: تعزيز الروابط الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم.
خاتمة
في الختام، زكاة الفطر هي فريضة عظيمة يجب على كل مسلم الالتزام بها وإخراجها في وقتها المحدد. فهي ليست مجرد صدقة، بل هي طهرة للنفس وشكر لله على نعمة إتمام الصيام. ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على إخراجها في وقتها المحدد، وأن يسعى لإيصالها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين.
فكما قال رسول الله ﷺ: "من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" (رواه أبو داود وابن ماجه). فليحرص كل مسلم على أداء هذه الفريضة في وقتها، ولينتفع بأجرها وثوابها العظيم.
المرجع: كتاب فتاوي في الزاكاة والصيام للشيخ محمد بن صالح العثيمن