إجابة الشيخ ابن باز عن فضل صيام يومي الاثنين والخميس
عند الرجوع إلى فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، نجد أن الشيخ كان يؤكد على أهمية الالتزام بصيام الاثنين والخميس باعتباره سنة نبوية مؤكدة. وقد استدل الشيخ ابن باز بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" (رواه الترمذي وصححه الألباني). يدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن تكون أعماله الصالحة معروضة على الله وهو في حالة صيام، وهذا دليل على فضل هذه العبادة وما لها من تأثير في زيادة الأجر والمثوبة.
كما ذكر الشيخ ابن باز أن صيام هذين اليومين هو من السنن التي تحبب العبد إلى الله، وتجعل له رصيداً من الحسنات يجده في الدنيا والآخرة. وهو وسيلة للتقرب إلى الله واستغفاره، حيث يعد الصيام جنة للعبد من الوقوع في المعاصي والشهوات، ويعينه على تزكية نفسه وتطهير قلبه.
الأحاديث النبوية الدالة على فضل صيام الاثنين والخميس
إلى جانب حديث "تُعرض الأعمال"، هناك أحاديث نبوية أخرى تعزز من أهمية صيام هذين اليومين. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تعرض الأعمال في كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا إلا امرءًا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يصطلحا" (رواه مسلم). يشير هذا الحديث إلى أن يومي الاثنين والخميس هما يومان مميزان عند الله سبحانه وتعالى، يتم فيهما عرض أعمال العباد على الله وغفران ذنوبهم، إلا من كان في قلبه شحناء أو خصومة مع أخيه المسلم. وهذا يزيد من أهمية الصيام في هذين اليومين، إذ يعين الصائم على التوبة والاستغفار والابتعاد عن الذنوب والخصومات.
كما جاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت فيه، ويوم أنزل عليَّ فيه" (رواه مسلم)، وهذا الحديث يشير إلى فضل يوم الاثنين خاصة، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختار هذا اليوم لتكريمه لأنه كان يوم مولده وبداية نزول الوحي عليه.
الفوائد الروحية والجسدية لصيام الاثنين والخميس
من الجوانب التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عن صيام الاثنين والخميس هو تأثيره الروحي والجسدي على الصائم. فالصيام، كما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه البخاري ومسلم)، هو عبادة خاصة بين العبد وربه. وبالإضافة إلى الأجر العظيم، فإنه يساهم في تقوية الإيمان واليقين بالله، ويعين على تحقيق التقوى التي هي مقصد العبادات في الإسلام.
أما من الناحية الجسدية، فإن الصيام يساعد في تحسين وظائف الجسم، خاصة الجهاز الهضمي والدورة الدموية. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الصيام بشكل منتظم يمكن أن يقلل من مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. وبالتالي، فإن الالتزام بصيام الاثنين والخميس لا يوفر فقط فائدة دينية، بل يحمل كذلك فوائد صحية عظيمة تعزز من جودة الحياة.
الخاتمة
في ختام هذا المقال، نجد أن سنة صيام الاثنين والخميس ليست فقط عبادة تؤدي إلى زيادة الأجر والمثوبة، بل هي وسيلة لتحسين العلاقة بين العبد وربه وتقوية الإيمان. لذا فإنني أنصح القراء الكرام بالحرص على اتباع هذه السنة النبوية العظيمة لما لها من فوائد روحية وجسدية. إن التمسك بسنن النبي صلى الله عليه وسلم هو علامة على حب الله واتباع رسوله، ومن يفعل ذلك يكون قد وضع قدميه على طريق الاستقامة والسعادة في الدنيا والآخرة. أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى وأن يجعلنا من عباده الصالحين.
المرجع:رابط الصفحة من هنا