تعتبر صلاة الفجر إحدى الصلوات التي خصها الله سبحانه وتعالى بفضل كبير وأجر عظيم. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تبين أهمية هذه الصلاة وفضل ركعتي الفجر، وما يُقرأ فيهما، وكيف كان النبي يخففهما. في هذا المقال، سنتناول أهم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حول ركعتي الفجر من أحاديث صحيحة، مع توضيح الدروس الفقهية المستفادة.
فضل ركعتي الفجر:
ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صلاة ركعتي الفجر قبل صلاة الفجر، وكان يصليهما خفيفتين. جاء في الحديث: "عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله ﷺ يصلي ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة". متفق عليه.
هذه الركعتان ليستا من صلاة الفجر الفريضة، بل هما سنة مؤكدة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". وهذا يدل على عظمة هاتين الركعتين في الأجر والثواب.
تخفيف ركعتي الفجر:
تشير الأحاديث إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف ركعتي الفجر حتى أن عائشة رضي الله عنها كانت تتساءل هل قرأ النبي فيها أم لا، وهذا ما ورد في الحديث: "حتى أقول هل قرأ بأم القرآن؟" رواه البخاري ومسلم. ومن هنا يتبين لنا أن السنة في هاتين الركعتين هي تخفيف القراءة فيهما، وليس الإطالة.
ما يُقرأ في ركعتي الفجر:
ورد في الأحاديث النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر سورتي "قل يا أيها الكافرون" في الركعة الأولى و"قل هو الله أحد" في الركعة الثانية. كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله ﷺ قرأ في ركعتي الفجر: (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد)". رواه مسلم.
كما ورد في رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعة الأولى آية "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا" وفي الثانية "آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون".
الحكمة من تخفيف ركعتي الفجر:
يُفهم من الأحاديث أن تخفيف ركعتي الفجر فيه إشارة إلى الاستعداد للصلاة الفريضة وعدم الإطالة في النوافل عند دخول وقت الفجر. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على التخفيف في هاتين الركعتين للإسراع في أداء الصلاة الفريضة في وقتها.
أهمية الاستعداد للصلاة الفجر:
من خلال هذه الأحاديث، يتبين لنا أهمية الاستعداد لصلاة الفجر والحرص على أداء ركعتي السنة قبلها، وهذا يعكس الاهتمام الكبير الذي كان يوليه النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة، والتي تعد من أعظم الصلوات التي تفضلت بها الشريعة الإسلامية.
خاتمة:
ركعتي الفجر من السنن المؤكدة التي تحمل في طياتها دروساً عظيمة في الاهتمام بالصلوات والتخفيف فيها. وقد بينت الأحاديث النبوية عظمة هاتين الركعتين وأجرهما الكبير، فجدير بكل مسلم أن يحافظ عليهما ويؤديهما كما كان يؤديهما النبي صلى الله عليه وسلم، ليتحقق بذلك الأجر والثواب العظيم.
المرجع: رياض الصالحين من حديث سيد المرسلين لمصنفه ومخرج أحاديثه عل بن حسن بن عبد الحلبي الأثري