فضائل الخطى إلى المساجد: كيف ترفع الخطوات درجاتك في الآخرة؟


إنَّ فضل المشي إلى المساجد من الموضوعات التي تناولتها الأحاديث النبوية الشريفة، لما في ذلك من أجرٍ عظيم يرفع الدرجات ويمحو السيئات. وقد حثَّ الإسلام على السعي إلى المساجد لأداء الصلوات المفروضة، كما ورد في الأحاديث النبوية التي تؤكد على فضل هذا العمل وأثره الكبير في حياة المسلم.

 فضل المشي إلى المساجد في السنة النبوية

جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: "مَنْ غَدًا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ؛ أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدًا أَوْ رَاحَ". يبين هذا الحديث أنَّ من يحرص على التردد إلى المساجد سواء في الصباح أو المساء، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يُعد له نزلاً في الجنة مع كل خطوة يخطوها نحو المسجد. ويُظهر هذا الحديث عظم الأجر الذي يحصده المسلم بمجرد مشيه إلى بيت الله.

 مضاعفة الأجر بالمشي إلى المساجد

في حديثٍ آخر رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ؛ كَانَتْ خُطُواتُهُ إِحْدَاهَا تَحُطُّ خَطِيئَةٌ، وَالأخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً". إن هذا الحديث يشير إلى أنَّ كل خطوة يخطوها المسلم نحو المسجد تمحو سيئة من سيئاته وتزيد في درجاته عند الله، مما يعكس فضل هذا العمل البسيط في ظاهره، العظيم في أثره.

 عظمة الأجر لمن يبتعد مسكنه عن المسجد

لقد بين النبي ﷺ أنَّ أعظم الناس أجراً في الصلاة هم أبعدهم ممشىً إلى المساجد. ففي حديثٍ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْراً فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشّى فَأَبْعَدُهُمْ". ويؤكد هذا الحديث أنَّ المشقة التي يتحملها المسلم في طريقه إلى المسجد تزيد من أجره ومثوبته عند الله تعالى.

الحفاظ على الأجر الكامل بالمشي في الظلام

في الحديث الذي رواه بريدة رضي الله عنه، قال النبي ﷺ: "بَشِّرُوا المَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامَ يَوْمَ القِيَامَةِ". إنَّ المشي إلى المساجد في الظلام، سواء كان ذلك في صلاة الفجر أو العشاء، له فضل خاص عند الله، حيث يكافأ المسلم بالنور التام يوم القيامة.

 انتظار الصلاة بعد الصلاة وربط القلب بالمساجد

ومن أعظم الأحاديث التي تتحدث عن فضل المشي إلى المساجد حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟! إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَى إِلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ؛ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ". إنَّ هذا الحديث يحث على الاستمرار في المشي إلى المساجد، والمداومة على الصلاة والانتظار بين الصلوات، مما يجعل قلب المسلم متعلقاً ببيوت الله، محافظاً على صلاته في جماعة.

 شهادة الإيمان لمن يعتاد المساجد

وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال النبي ﷺ: "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسَاجِدَ؛ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ". إنَّ المواظبة على الذهاب إلى المساجد دليلٌ على إيمان الشخص وصلاحه، وعمارة بيوت الله دليلٌ على تقوى القلب.

 الخاتمة

إنَّ المشي إلى المساجد عملٌ بسيطٌ في ظاهره، لكنه عظيم الأثر في الدنيا والآخرة. فالمسلم الذي يحرص على أداء الصلوات في المسجد ينال بذلك من الخير والفضل ما لا يعلمه إلا الله، ويكسب خطواته أجوراً تُرفع بها درجاته وتُمحى بها سيئاته. فحريٌّ بكل مسلم أن يجعل من السعي إلى المسجد عملاً يومياً لا يتهاون فيه، طلباً لرضا الله والفوز بجناته.

 المرجع: رياض الصالحين من حديث سيد المرسلين لمصنفه ومخرج أحاديثه عل بن حسن بن عبد الحلبي الأثري

تعليقات