غسل الإحرام والتطيب هما من السنن التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على القيام بهما عند الإحرام للحج أو العمرة. وقد وردت في ذلك عدة أحاديث نبوية تؤكد هذا الفعل وأهمية الالتزام به.
غسل الإحرام
الغسل للإحرام سنة مؤكدة وذلك لثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً وأمراً:
1. فعله صلى الله عليه وسلم: روى نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم "تَجَرَّدَ لإهلاله واغتسل"【رواه البخاري 1538، ومسلم 1180】.
2. أمره صلى الله عليه وسلم: لما ولَدَت أسماء بنت عميس رضي الله عنها في ذي الحليفة ابنها محمد بن أبي بكر، أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفسره كيف تصنع، فأمرها: "اغتسلي، واستثفري بثوب وأحرمي"【رواه مسلم 1209】. وهذا يدل على أهمية الغسل للإحرام حتى للنفساء التي لا تستبيح الصلاة بهذا الغسل.
التطيب عند الإحرام
من السنة أيضاً التطيب عند الإحرام، ودليل ذلك ما يلي:
1. تطيب النبي صلى الله عليه وسلم: روت عائشة رضي الله عنها أنها كانت تطيب النبي صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت، وقالت: "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت"【رواه البخاري 1539، ومسلم 1189】.
2. الطيب في البدن: كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيب عند الإحرام رأسه ولحيته. قالت عائشة رضي الله عنها: "كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم"【رواه مسلم 1190】. وهذا يدل على جواز التطيب في البدن وليس في الثياب، لأن الثياب المطيبة لا يجوز لبسها عند الإحرام.
النهي عن تطييب ثياب الإحرام
أما تطييب الثياب أي ثوب الإحرام فإنه مكروه ولا يجوز التطيب لا بالبخور ولا بالدهن:
1. النهي عن لبس الثوب المطيب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلبسوا ثوباً مسه الزعفران ولا الورس"【رواه البخاري 1542، ومسلم 1177】. هذا النهي يدل على أن الثوب المطيب لا يجوز لبسه عند الإحرام، وهذا هو الصحيح في مذهب جمهور العلماء.
2. حكم تطييب الثوب قبل عقد الإحرام: هناك من العلماء من يكره لبس الثوب المطيب قبل عقد الإحرام، بينما بعضهم يرى تحريمه إذا عقد الإحرام. وقال الآجري: تطييب ثياب الإحرام يعد إضاعة للمال لأنه لا فائدة منه طالما لا يجوز لبسها بعد الإحرام.
خلاصة
غسل الإحرام والتطيب من السنن المؤكدة التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وأمر بها. هذه الأفعال تهيئ الحاج والمعتمر للحالة الروحية والنفسية التي يجب أن يكون عليها قبل أداء هذه الشعائر العظيمة. والالتزام بهذه السنن يعكس التزام المسلم بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على اتباعه في كل صغيرة وكبيرة في الدين.
المرجع: فقه الحج والعمرة؛ أحكامها وفتاويها للدكتور أحمد مصطفى متولي