الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأهم الأعمال التي يجب على المسلم المحافظة عليها. هي الصلة المباشرة بين العبد وربه، وعلامة على الإيمان والالتزام بتعاليم الدين. في هذا النص، سنستعرض بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية الصلاة وتوضح الوعيد الشديد لمن يتركها.
أهمية الصلاة في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238]. تأمر هذه الآية بالمحافظة على جميع الصلوات وخاصة الصلاة الوسطى، مما يدل على أهمية الانتظام في أداء الصلوات في أوقاتها المحددة.
وقال تعالى:﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: 5]. تبين هذه الآية أن إقامة الصلاة وآداء الزكاة هما من أهم الأعمال التي تضمن للمسلم الأمان من العقاب.
الأحاديث النبوية حول فضل الصلاة
الصلاة على وقتها
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» (متفق عليه)【البخاري 527، مسلم 85】.
أركان الإسلام
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (متفق عليه)【البخاري 8، مسلم 16】.
الحث على قتال من ترك الصلاة
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام؛ وحسابهم على الله» (متفق عليه)【البخاري 25، مسلم 22】.
إرسال معاذ إلى اليمن
عن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقال: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب؛ فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك؛ فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم! واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (متفق عليه)【البخاري 1496، مسلم 19】.
الوعيد الشديد في ترك الصلاة
الفرق بين الرجل والشرك
عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر؛ ترك الصلاة» (رواه مسلم)【82】.
العهد بين المسلمين والمنافقين
عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر» (رواه الترمذي)【2623】.
إجماع الصحابة
عن شقيق بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفرٌ؛ غير الصلاة (رواه الترمذي)【2624】.
الحساب على الصلاة يوم القيامة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت؛ فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت؛ فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء؛ قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؛ ثم تكون سائر أعماله على هذا» (رواه الترمذي)【413】.
خاتمة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله. يجب علينا المحافظة عليها في أوقاتها والالتزام بأدائها بكل خشوع وإخلاص. تذكرنا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بفضل الصلاة وأهمية المحافظة عليها، وكذلك الوعيد الشديد لمن يتركها. نسأل الله أن يعيننا على أداء الصلاة وأن يجعلها قرة أعيننا.
المرجع: رياض الصالحين من حديث سيد المرسلين لمصنفه ومخرج أحاديثه علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري