سنن الإحرام
تقليم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبطين، وحلق شعر العانة
من السنن المؤكدة التي ينبغي على المسلم القيام بها قبل الإحرام، تقليم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبطين، وحلق شعر العانة. هذه الممارسات تهدف إلى إزالة الأوساخ والنظافة الشخصية، وهي جزء من سنن الفطرة التي حث عليها النبي محمد ﷺ في حديثه: "الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب" .
الغسل عند الإحرام
الغسل قبل الإحرام سنة مؤكدة، ويستحب للمسلم أن يغتسل قبل أن يدخل في النسك. ورد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه رأى النبي ﷺ تجرد لإهلاله واغتسل . هذا الفعل يعزز من طهارة الجسم واستعداد النفس لأداء مناسك الحج والعمرة.
التطيب في البدن قبل الإحرام
من السنة التطيب في البدن قبل الإحرام، فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ كان يتطيب بأطيب ما يجد قبل أن يحرم، وكان يُرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته بعد ذلك . التطيب يعزز من شعور المسلم بالنظافة والرائحة الزكية أثناء أداء النسك.
ارتداء الرجل لإزار ورداء أبيضين
من السنة أن يحرم الرجل في إزار ورداء أبيضين، حيث قال النبي ﷺ: "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم" . البياض يرمز إلى الطهارة والنقاء، ويعد هذا اللباس جزءًا من الشعائر التعبدية التي تميز مناسك الحج والعمرة.
الإحرام في نعلين
ينبغي للمسلم أن يحرم في نعلين، كما ورد في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: "ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين" . النعلين تسهل الحركة وتضمن الراحة أثناء التنقل بين المشاعر المقدسة.
الإحرام بعد صلاة فريضة
يستحب للمسلم أن يحرم بعد أداء صلاة فريضة، فقد أحرم النبي ﷺ بعد صلاة الظهر كما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "صلى رسول الله ﷺ الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بناقته وأشعرها في صفحة سنامها الأيمن، وقلدها نعلين ثم ركب راحلته، فلما استوت به على البيداء أهل بالحج" . وإن لم يكن في وقت صلاة فريضة، يمكن للمسلم أن يصلي ركعتي الوضوء قبل الإحرام.
التحميد، والتسبيح، والتكبير عند الاستواء على المركوب قبل التلبية
من السنة أن يحمّد المسلم ويسبح ويكبر الله عند الاستواء على المركوب قبل التلبية. فقد ورد عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة . هذه الأذكار تعزز من ارتباط المسلم بالله وتزيد من خشوعه قبل الشروع في النسك.
التلفظ بالإهلال بالتلبية ونية الدخول في النسك
ينبغي للمسلم أن يتلفظ بالإهلال بالتلبية ونية الدخول في النسك عند استواء المركوب، كما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أهل النبي ﷺ حين استوت به راحلته قائمة" . التلفظ بالتلبية يعبر عن نية المسلم الخالصة في أداء النسك.
الإهلال بالتلبية مستقبل القبلة
من السنة أن يكون الإهلال بالتلبية مستقبل القبلة، حيث كان ابن عمر رضي الله عنهما يستقبل القبلة عند الإهلال . استقبال القبلة يعزز من شعور المسلم بالتوجه نحو الله واستشعار قدسية النسك.
رفع الصوت بالتلبية
يستحب رفع الصوت بالتلبية، فقد قال النبي ﷺ: "أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية" . رفع الصوت بالتلبية يعبر عن الشوق والتفاني في أداء مناسك الحج والعمرة.
خاتمة
اتباع سنن الإحرام يعزز من الطهارة والنقاء ويهيئ المسلم لأداء مناسك الحج والعمرة بروحانية عالية. إن الالتزام بهذه السنن النبوية يعكس حب المسلم لسنة النبي ﷺ وحرصه على أداء الشعائر بشكل صحيح. نسأل الله أن يتقبل من الجميع حجهم وعمرتهم وأن يعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
المرجع: فقه الحج والعمرة؛ أحكامها وفتاويها للدكتور أحمد مصطفى متولي