فضائل الصف الأول في الصلاة: كيف نتبع السنة النبوية في إتمام الصفوف وتسويتها؟

من الأمور المهمة في الصلاة جماعة هي تسوية الصفوف وإتمام الصف الأول فالأول، والتراص فيها. هذه السنن النبوية لها فضل كبير في ديننا، ووردت في أحاديث عدة توضح أهمية الصف الأول وتسوية الصفوف، كما سنستعرضها في هذا المقال.

 حديث جابر بن سمرة

يروي جابر بن سمرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ خرج عليهم وقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟" قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف". (رواه مسلم: 430).

هذا الحديث يوضح لنا كيفية تصف الملائكة عند ربها، وكيف أن هذا التصرف يجب أن يكون مثالًا للمسلمين. من المهم أن يتم المسلمون الصفوف الأول فالأول وأن يتراصوا في الصفوف، بحيث لا يبدأ الصف الثاني حتى يكتمل الأول، ولا يبدأ الصف الثالث حتى يكتمل الثاني، وهكذا.

 حديث أبي هريرة
روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا" (متفق عليه: البخاري 615، مسلم 437).

هذا الحديث يبين فضل النداء (الأذان) والصف الأول، حتى لو لم يكن هناك وسيلة للوصول إلى الأذان أو الصف الأول إلا بالقرعة، لكان الناس يتسابقون عليهما لما فيهما من فضل عظيم وأجر كبير. 

 حديث آخر لأبي هريرة

روى أبو هريرة رضي الله عنه أيضًا أن رسول الله ﷺ قال: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" (رواه مسلم: 440).

يُفَسِّر هذا الحديث أن خير صفوف الرجال هي أولها، لما فيها من المبادرة والمسارعة إلى الصلاة، أما النساء فخير صفوفهن آخرها، لما فيه من البعد عن الفتنة إذا لم يكن هناك حاجز بينهن وبين الرجال.

أهمية تسوية الصفوف والتراص

تسوية الصفوف في الصلاة تعتبر من السنة النبوية المؤكدة، والتي يجب على المسلمين الالتزام بها. قال النبي ﷺ: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (رواه البخاري: 631).

التراص في الصفوف يعني أن يقف المسلمون متقاربين بحيث لا يكون هناك فراغات بينهم، مما يسد الخلل ويجعل الصفوف مترابطة وقوية. وهذا لا يعني التزاحم أو التضييق على المصلين، بل المقصود هو التقارب بشكل لا يؤذي أحدًا.

فضل الأذان والصف الأول

فضل الأذان عظيم، فقد قال النبي ﷺ: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" (رواه مسلم: 387). كما أن صوت المؤذن يسمعه كل شيء، من شجر وحجر وجن وإنس، ويشهد له يوم القيامة (رواه البخاري: 609).

الصف الأول له فضل كبير، حيث يكون فيه المسلمون أقرب إلى الإمام وأكثر استعدادًا للاستماع والانتباه إلى الصلاة. لذا، يجب على المسلمين أن يسارعوا إلى الصف الأول وأن يبادروا إلى الأذان لما فيهما من أجر عظيم.

 نصائح للمسلمين في تسوية الصفوف

1. إتمام الصف الأول فالأول: يجب على المسلمين أن يحرصوا على إتمام الصف الأول قبل البدء في الصف الثاني، وهكذا.

2. التراص في الصفوف: يجب الوقوف متقاربين بشكل لا يؤذي أحدًا ولا يضيق عليه.

3. المبادرة إلى الصف الأول: المسلمون يجب أن يسارعوا إلى الصف الأول لما فيه من فضل وأجر.

4. العناية بالأذان: يجب أن يكون هناك اهتمام بالأذان لما فيه من دعوة إلى الخير وذكر لله.

 خاتمة

في الختام، نجد أن تسوية الصفوف وإتمام الصف الأول والتراص فيها من الأمور المهمة التي ينبغي على المسلمين الالتزام بها في صلاتهم جماعة. هذه السنة النبوية تعكس النظام والانضباط في العبادة، وتعزز الوحدة بين المسلمين. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا للقيام بها، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

اللهم اجعلنا من الذين يصلون كما رأينا النبي ﷺ يصلي، وارزقنا القلوب الواعية والعقول المتفكرة، وارزقنا المسابقة إلى الخير في الأذان والصف الأول، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المرجع: شروح الكتب:  رياض الصالحين - تعليق على قراءة الشيخ محمد إلياس

تعليقات