مفهوم المحرم في الحج
المحرم هو الشخص الذي لا يجوز له الزواج من المرأة على التأبيد، ويشمل الزوج وكل من تحرم عليه المرأة بنسب أو رضاع أو مصاهرة. مثال ذلك: الأب، الابن، الأخ، العم، والخال.
حكم اشتراط وجود المحرم للمرأة في الحج
أجمع الفقهاء على ضرورة وجود محرم للمرأة في سفرها للحج، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" (متفق عليه). لكن هناك خلاف بين العلماء حول ما إذا كان المحرم شرطًا للوجوب أم للزوم الأداء.
المحرم كشرط للوجوب
ذهب بعض العلماء إلى أن وجود المحرم شرط لوجوب الحج على المرأة. فإذا لم تجد المرأة محرماً، لا يجب عليها الحج حتى وإن كانت مستطيعة ماليًا. واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم" (البخاري). بناءً على هذا الرأي، فإن المحرم يعتبر جزءًا من الاستطاعة الشرعية التي تشترط لوجوب الحج.
المحرم كشرط للزوم الأداء
في المقابل، يرى بعض الفقهاء أن المحرم شرط للزوم الأداء لا للوجوب. بمعنى أن المرأة إذا لم تجد محرماً، فإن الحج يبقى واجبًا عليها، لكن يسقط عنها أداؤه بنفسها، ويمكنها أن توكل من يحج عنها إذا ماتت. وهذا ما يتبناه الحنفية في رأيهم. إذ يستدلون على ذلك بأن فريضة الحج لا تسقط بموت المرأة دون أدائها، بل يمكن لأحد الورثة أن يحج عنها من تركتها.
حج المرأة بدون محرم
إذا حجت المرأة بدون محرم، فإن حجها يعتبر صحيحًا من الناحية الفقهية، ولكنها تأثم لمخالفتها للنصوص الشرعية التي تحرم سفر المرأة بدون محرم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إذا حجت المرأة بلا محرم أثمت وصح حجها" (مجموع الفتاوى).
الأدلة الشرعية
- قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران: 97).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم" (البخاري).
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" (متفق عليه).
المحارم في الشريعة الإسلامية
المحارم ينقسمون إلى ثلاثة أنواع:
1. المحارم بالنسب: الأب، الابن، الأخ، العم، الخال، ابن الأخ، وابن الأخت.
2. المحارم بالرضاع: من يرضع من المرأة نفسها أو من نساء الأسرة كالرضاع من نفس المرضعة.
3. المحارم بالمصاهرة: زوج الأم، زوج الابنة، أبو الزوج، وابن الزوج.
خاتمة
يتضح من التحليل أن اشتراط وجود المحرم للمرأة في الحج هو مسألة فقهية دقيقة تعكس مدى حرص الشريعة الإسلامية على حماية المرأة وتوفير الأمان لها أثناء السفر. ورغم اختلاف الفقهاء حول ما إذا كان المحرم شرطًا لوجوب الحج أم للزوم الأداء، إلا أن الأهم هو التزام المسلم والمسلمة بالأحكام الشرعية وأداء الفريضة بما يتوافق مع تعاليم الإسلام.
المرجع: فقه الحج والعمرة؛ أحكامها وفتاويها للدكتور أحمد مصطفى متولي