المواشي التي تُعلف نصف السنة كاملاً ليس فيها زكاة، وذلك لأن زكاة المواشي لا تجب إلا إذا كانت سائمة، والسائمة هي التي ترعى مما أنبته الله في الأرض السنة كاملة أو أكثر السنة. وأما ما يُعلف بعض السنة أو نصف السنة فإنه لا زكاة فيه، إلا إذا كانت معدة للتجارة فهذه لها حكم زكاة العروض، وإذا كانت كذلك فإن فيها الزكاة حيث تُقدر كل سنة بما تساوي، ثم يُخرج ربع عشر قيمتها، أي اثنين ونصف في المئة من قيمتها.
التوسع في الحكم الشرعي للزكاة على المواشي المعلفة
فهم السائمة في الزكاة:
السائمة في الشرع هي المواشي التي ترعى طوال السنة أو أغلب السنة مما أنبته الله في الأرض. ويشترط الشرع الإسلامي في زكاة المواشي أن تكون هذه المواشي سائمة، أي تعتمد في غذائها على المرعى الطبيعي دون تدخل الإنسان في إطعامها بشكل كبير. الحكمة من ذلك هي أن هذه المواشي تعتمد على رزق الله الطبيعي، مما يجعل فرض الزكاة عليها معقولاً وعادلاً.
المواشي المعلفة وحكم الزكاة عليها:
عندما تكون المواشي مُعلفة، بمعنى أن صاحبها يقوم بإطعامها نصف السنة أو بعض السنة، فإنها تخرج من تعريف السائمة. بناءً على ذلك، لا تجب الزكاة على هذه المواشي لأن الشرط الأساسي، وهو السائمة، غير متحقق. هذه المواشي لا تعتمد على المرعى الطبيعي بشكل كامل، بل تعتمد جزئياً أو كلياً على العلف الذي يقدمه الإنسان.
إذا كانت هذه المواشي، سواء كانت سائمة أم معلفة، معدة للتجارة، فإن الحكم يختلف. في هذه الحالة، تُعامل هذه المواشي معاملة عروض التجارة. عروض التجارة تشمل كل ما يُعد للبيع والشراء بهدف الربح. لذلك، تجب الزكاة على هذه المواشي بغض النظر عن كونها سائمة أم معلفة.
كيفية حساب زكاة عروض التجارة:
لحساب زكاة المواشي المعدة للتجارة، يقوم صاحبها بتقدير قيمتها في نهاية كل عام هجري. يخرج من قيمتها ربع العشر، أي ما يعادل 2.5% من القيمة الكلية. هذا يعني أنه إذا كانت قيمة هذه المواشي في نهاية العام تساوي عشرة آلاف ريال، فإن الزكاة الواجبة هي 250 ريالاً.
الخاتمة
الفقه الإسلامي يتسم بالدقة والتفصيل في أحكامه، وهو يضع شروطاً واضحة لكل عبادة ومنها الزكاة. فهم هذه الشروط يساعد المسلم على أداء العبادة بالشكل الصحيح. المواشي التي تُعلف نصف السنة أو بعض السنة لا تجب فيها الزكاة ما لم تكن معدة للتجارة. أما المواشي السائمة، فهي التي تجب فيها الزكاة لأنها تعتمد في غذائها على ما أنبته الله في الأرض، مما يعكس عدالة الإسلام في فرض الزكاة على الثروات التي تعتمد على الموارد الطبيعية. بهذه الطريقة، يضمن الإسلام توزيع الثروة بشكل عادل ويحافظ على تحقيق العدالة الاجتماعية بين المسلمين.
المرجع: كتاب فتاوي في الزاكاة والصيام للشيخ محمد بن صالح العثيمن