![]() |
تعريف السفر المبيح للفطر
حسب رأي العلماء في تحديد المسافة، يُعد السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو السفر الذي يبلغ مسافته حوالي 83.5 كيلومتر تقريباً. هذا التحديد مبني على اجتهاد بعض العلماء الذين حددوا مسافة السفر بناءً على النصوص والأحاديث.
هناك من العلماء من لم يحدد مسافة معينة للسفر، بل اعتمدوا على العرف والعادة. بمعنى أن كل ما يُعتبر سفراً في عرف الناس فهو يُعتبر سفراً شرعاً. وبهذا التعريف، يمكن أن تختلف المسافة التي تُعتبر سفراً من مجتمع لآخر.
الأدلة الشرعية
استدل العلماء على تحديد المسافة بعدة أحاديث نبوية، منها ما ورد عن رسول الله ﷺ أنه كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة. هذا الحديث يُعطي إشارة إلى المسافة التي يُمكن أن تُعتبر سفراً مبيحاً للفطر وقصر الصلاة.
السفر المحرم
السفر المحرم هو السفر الذي يُرتكب فيه المسلم معصية، كالسفر لارتكاب أفعال محرمة أو للهروب من واجبات شرعية.
لا يجوز للمسلم أن يفطر أو يقصر الصلاة في السفر المحرم، لأن الرخص الشرعية لا تتناسب مع سفر المعصية. فالرخصة تكون تيسيراً وتخفيفاً للمسلم في الطاعات والعبادات، ولا تُمنح لمن يتعمد المعصية.
الرأي الآخر: عموم الأدلة
بعض العلماء لا يفرقون بين سفر الطاعة وسفر المعصية في مسألة الرخصة، مستندين إلى عموم الأدلة التي تجيز الفطر وقصر الصلاة للمسافر بغض النظر عن نية السفر. هذا الرأي يستند إلى أن الأدلة العامة لم تفرق بين نوعي السفر.
ومع ذلك، فإن الرأي الذي يُفرق بين سفر الطاعة وسفر المعصية يعتبر أكثر دقة، لأنه يتماشى مع روح الشريعة التي تهدف إلى التيسير على المسلمين في طاعاتهم وعباداتهم، وليس في معاصيهم.
الخلاصة
يمكن القول إن السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو السفر الذي يبلغ حوالي 83.5 كيلومتر، أو ما يُعتبر سفراً في عرف الناس. أما السفر المحرم، فلا يبيح الفطر ولا قصر الصلاة، لأن الرخصة لا تُمنح في حالات المعصية. ويجب على المسلمين التفريق بين سفر الطاعة وسفر المعصية عند الأخذ بالرخص الشرعية.
في نهاية هذا المقال، نتمنى أن يكون التوضيح قد أضاء بعض النقاط المهمة حول موضوع السفر المبيح للفطر في رمضان. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلاح، وأن يرزقنا الفهم الصحيح لأحكام ديننا الحنيف.
المرجع: كتاب فتاوي في الزاكاة والصيام للشيخ محمد بن صالح العثيمن